الوزارة التي يشكلها
إبراهيم محلب ليست وزارة إنتاج ولا خطط استراتيجية ولا الهدف منها مستقبل مصر ، ولكن
هذه الحكومة جاءت في هذا التوقيت لاحتواء الشارع وامتصاص غضب الشعب ، فقد وصل الشعب
إلى حالة من الهياج نتيجة الأزمات المتتالية ، وبدأت تتوالى المظاهرات والوقفات الاحتجاجية
وازدحم رصيف مجلس الشعب بالمتظاهرين وانتشرت الإضرابات في أماكن كثيرة أشهرها هيئة
النقل العام ، وكادت الأوضاع تنفجر على جميع المستويات ، واستشعرت ذلك الجهات السيادية
من أمن ومخابرات ، فكان الطبيعي إقالة حكومة الببلاوي قبل المواجهة مع الشعب ، في التوقيت
الذي يقف فيه على خط التماس أعداء مصر في الداخل والخارج منتظرين ثورة الشعب ، فالحكومة
التي يتم تشكيلها الآن ، على ما تحلف اليمين يكون الشهر ونص انتهى والانتخابات الرئاسية
تمت !!! وطبعاً - سيقوم كل وزير جديد بتنظيف وزارته من قيادات الوزارة السابقة ، والطبيعي
ستتكشف ملفات فساد في جميع الوزارات ، وقد بدأت بالتابلت في وزارة التربية و التعليم
قبل تشكيل الوزارة !!!! والأيام القادمة ستشهد ملفات في التعليم الفني وفي التعيينات
، وكله على عينك ياتاجر !!!! وهذا ما سيحدث في جميع الوزارات ، وبالتالي فأصحاب الحقوق
سيتوقفون عن المطالبة بحقوقهم ، لأن الوزراء سيبررون بأنهم حكومة مؤقتة ، لكن بالنسبة
لوزارة التربية والتعليم ، فوزير التعليم باقٍ بالرغم من الملفات التي ظهرت والتي ستظهر
خلال الأيام القادمة !!!! فوزير التعليم ينفذ الأجندة الأمنية التي أتى بها ، فهو لم
يكن مبدعاً ولا مطوراً أيام أن كان بالتعليم الفني ، ولم يكن من الأسماء المطروحة للوزارة
السابقة ولكن تم الإعلان عن إسمه أثناء حلف اليمين فقط !!! وتعودنا في الحكومات السابقة
أن وزير التعليم يأتي لتنفيذ أجندة ليس لها صلة بالتعليم ، ولا يأتي الوزير بناءً على
طلب الرأي العام ولا طلب المعلمين ولا الطلاب !!!! وقد نجح الوزير الحالي في تنفيذ
الأجندة الأمنية في تهدئة ثورة المعلمين بل والقضاء عليها !!!! وهذا هو الدور الذي
تم تكليفه به من قبل الحكومة ، فلا تحدثني عن إنهيار التعليم ولا فساد الإدارة ، ولا
إهدار المال العام ، ولا تسأل عن المنح والمعونات الأجنبية ، ولا تسأل عن ضياع حقوق
المعلمين ، ولا تسأل عن مشروع التابلت ولا الغمز واللمز في هذا المشروع ، ولا أموال
اليونسييف التي ضاعت في الخطة الاستراتيجية الفاشلة ولا تسأل عن ملايين بل مليارات
التعليم الفني وهيئة الأبنية واليونسكو !!!! لأن كل ذلك معلوم لدى الجهة التي أتت بالوزير
وهم مباركون خطواته ومباركون تنفيذه الأجندة !!! وراجع يا صديقي من الذي يطالب ببقاء
الوزير وأنت تعلم أين المشكلة !!!! لكننا مستمرون ولن نتراجع ولن نصمت ولن نقف مكتوفي
الأيدي أمام أي فساد .... وإن غداً لناظره قريب .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق