ارسلت لفخامتكم
تلغرافا عند انتخابك رئيسا لمصر اهنئك بروح وطنية بتوليك المنصب رغم عدم انتخابى لك
و اعاهدك انى ساحترم قرار الصندوق و الاغلبية و اننى ساحترمك رئيسا لبلادى و انى ساكون
فى ظهرك اذا احسنت و ساكون فى وجهك اذا فشلت و طغيت ورغم انى كنت متوجس خيفة من تاريخ
جماعتك القذر تمنيت لك ان تصدق فى كافة وعودك و ان تكون رئيسا لكل المصريين و ان تكون
على مسافة واحدة من الجميع و انى ساكون اكثر الناس سعادة لو خيبت ظنى و صرت حقا رئيسا
وطنيا يحمل الخير لمصر و نهضت بها .. اعطيتك فرصة سنة باكملها .. لم اعطلك مثلما يدعى
البعض بل و مثل كثيرين كنت احذرك من طرقك المعوجة ... كنت فى بادىء الامر اشفق عليك
انك جئت وسط حالة من الفوضى و الهمجية و و الارتباك وضعت نفسى مكانك عدة مرات و كنت
اعذرك .. ماذا تفعل وسط مظاهرات لا تتوقف و اعتصامات لا تهدأ و فقر امنى و سياحى و
اقتصادى و مشاكل ورثتها من النظام السابق حقا ... تصورت مثل كثيرين انك و جماعتك لديكم
من الذكاء السياسى ألا تسعوا الى اخونة الدولة سريعا بل على مراحل كعهدكم فى المثابرة
لتحقيق اهداف جماعتكم و ان تتفرغوا بتحقيق نجاحات حتى لو صورية لتهدئة المجتمع و امتصاص
حالة الفوضى التى نحياها .. كنت اقول لاصدقائى اننا سنرى ثلاثة سنوات على الاقل لم
نرها من قبل لان الاخوان سيدللونا و سينسابوا مثل الثعبان الاملس الذى ربما يألف له
طفلا ولكنهم لن يقدموا انفسهم كاسد مخيف فهم اكثر حنكة من السلفيين الاكثر غشما ..
كنت اقول انكم لن تكشروا عن انيابكم سريعا بل سترسخوا جذوركم الاخوانية بهدؤ فى اركان
الدولة و ارتكازتها الى ان تحكموا قبضتكم عليها جيدا و لو بعد حين ثم تظهروا على حقيقتكم
و تنزعوا القناع .. كنت اتصور مشروعا قوميا يلتفت وراؤه الشعب و كنت اتصور انتعاشة
اقتصادية و لو لحين على غرار السادات فى عصر الانفتاح .. تصورت انكم و لخبرتكم مع رجل
الشارع انكم سرعان ما ستطوونه تحت اجنحتكم بكل السبل و انكم لن تظهروا تطرفكم سريعا
بل ستظلون بهذا الوجه الناعم الذى ظهرتم عليه فى الانتخابات و ستخطبون ود المعارضة
و الاقباط و عاصرى الليمون الذين انتخبوكم على مضض وكان يسهل استقطابهم .. و لكننى
فوجئت بهذا الغشم السياسى و الاطماع التى بلا حدود و الانتهازية العمياء و المحاباة
التى بلا عدل ..سقط القناع اسرع بكثير مما كنت اتصور و فقدتم اعصابكم و سال لعابكم
امام شهوة السلطة و الكرسى فانفلتم بكل قبح تعفون فى الارض فسادا و ظلما و انتهاكا
و انقساما و كانت المحصلة كما تراها اليوم .. وطن بلا رئيس .. وطن تهالك و انكشفت عورته
للجميع .. سقطت مصر تلك الفتاة الجميلة و تعرت فنهش الذئاب مخالبهم فيها بين متحرش
و مغتصب .. لا الومك على انقطاع كهرباء او نقص موارد زراعية او اقتصادية فانت قد تسلمت
مصر فى حالة مذرية و لكنى الومك انك زدتها خرابا و زدتها تجريفا ففشلك امامى هو انك
على الاقل لم تستطع ان توقف هذا النزيف مع انك وعدت بتحسينه و انك تمتلك الخطة السحرية
و طائر النهضة المشئوم .. كل هذا لانك تكبرت و لانك صدقت الاكذوبة و اعجبك الدور الذى
تلعبه و انت تعلم جيدا انه دورا دفعوك للقيام به و لم تكن مرشحا رئيسيا له و لكن لظروف
طارئة جئت بنص و اخراج بل ومشاهدين ايضا من عشيرتك و جماعتك .. صدقت تصفيق اعجاب من
حولك مع انهم جزء من المسرحية ليسوا المشاهدون الحقيقيون .. نسيت الرواية و لم تقبل
التلقين فتلعثمت و تخبطت كلماتك و مع هذا عشت الدور انك حقا رئيس .. ربما تكون مجتهدا
و لكن غير موهوبا على الاطلاق ..انت فاشل فى كل ما تفعل ..لانك لا تفعل ارادتك بل تفعل
ما يملى عليك او ربما هذه هى ارادتك ان تفعل ما يملى عليك و لا تفعل لصالح وطن بل لصالح
من تنتمى .. كان من الممكن ان ياتى رئيسا ايا من ياتى و لا يحقق كثيرا من النجاحات
مثلك و لكنى كنت اتصور انه سيحقق بعض النجاحات الصغيرة السريعة يبث الثقة بها فى شعبه
ليصبر عليه حقا لا ان يستجدى هذا الصبر و طول الاناة من شعب فاض به الكيل وطفح .. هذا
اخر خطاب اكتبه لك لاننى لن اقبلك رئيسا بعد اليوم .. احلت حياتنا بؤسا و كابة و فقرا
و انقساما .. تاجرت بالدين و بالاعراض .. ظلمت و اهنت و استبحت و حنثت و تجبرت .. اذللتنا
فى اعين غيرنا و اسقطت كرامتنا بضعفك و جهل من حولك صارت مصر كخرابة بلا اسوار تاتى
الكلاب لتبيت فيها و يلقى السفهاء بنفايتهم عليها .. اليوم انسحبت من خلفك و اقف امامك
متصديا .. لن تكون رئيسا .. لتسقط انت و اعوانك و لتختنق انفاسكم بحبل مطامعكم .. لن
تكون رئيسا .. اعلم انك ستصارع للدم ان تبقى فانت الذى ادعيت يوما ان القصاص فى عنقك
دككت اعناق معارضيك و سحلتهم و سفكت دماء الابرياء منهم .. لهذا ستكون من يمسك السكين
اولا و هذا حالك و حال من تنتمى اليهم .. و لكنى لن اتراجع حتى امام الدم .. ان احيا
كريما او اموت كريما لكن لن تكون رئيسا لى بعد اليوم .. ان اردت فلتصعد باقدامك على
جثث من تمردوا عليك و لفظوك و لكن ثق لن تستطيع ان تثبت فهم مثل الطوفان لا تعلم من
اين ياتى و لكنه تراه يجتاح كل من امامه و يقتلع ما خف و ما ثقل .. ساقف امامك مصرى
بلا هوية دينية او سياسية .. مصرى فقط عاش فى هذا الوطن اجمل سنوات عمره و يموت كل
يوم و هو يراه يترنح بحكمكم الفاسد .. اعلم ان كل فرعون له موسى و لكن ليس هذه كل الحقيقة
لتعلم انت انه ليس فى موسى وحده الخلاص بل لان الله كان مع موسى فكان الخلاص من فرعون
.. اله قوى جبار يشق فى البحر طريق بعصا موسى لا يرضى بظلم ظالم حتى لو صبر و تانى
..الماء سنيغلق و سيغرق فرعون وجنوده .. لن اقول لك ارحل توسلا لانك لن ترحل بارادتك
بل ستنزلق من كرسيك صاغرا امام طوفان سينتزعك انتزاعا .. انه طوفان المصريين الذين
شربوا يوما من نيل ستجف مياهه و يتحجر طميه ان بقيت انت و جماعتك فى دائرة الحكم
.. صدقنى سترحل و حينئذ ستقع تحت نفس الكيل الذى كيلت به لسابقك .. من اليوم انا امامك
ايها المواطن مرسى العياط فلم تعد رئيسا هذا وعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق