قال تعالى : (( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة ( و ) ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا )) [الكهف: 22]
وقع الخلاف بين
النحويين في إعراب حرف الـ ( واو ) الواقع بين
قوسين في النص
الكريم ما بين أن يكون حرف عطف ، أو استئناف .
ولما كان للعطف
ضوابط ، وللاستئناف قواعد ، والواو هنا لا يدخل
ضمن هذه الضوابط
والقواعد صمت النحويون في وجه النص الكريم وسبحان اللـه .
وقد ( تملص ) النحويون
من الاستشهاد بهذا النص الكريم في أي
موضع من مواضع
النحو العربي على إطلاقها ، ولم يذكروها في
مصنفاتهم ، حتى
جاء ابن هشام الأنصاري في كتابه : ( مغني
اللبيب عن كتب الأعاريب ) الذي سمى هذا
الحرف في إعرابه
( واو ) الثمانية وكانتَ قريش إذا عدوا يقولون:
خمسة ستة سبعة
وثمانية تسعة، فيدخلون الواوَعلى عقد الثمانيةِ خاصة.
وقال أبو القاسم
الزمحشري: " وهذه الواو هي التي آذنت بأن
الذين قالوا: سبعة
وثامنهم كلبهم، قالوه عن ثبات علم وطمأنينة نفس ولم يرجموا
بالظن كما غيرهم"
فسبحان اللـه حرف
يعجز فرقة كاملة من العلماء النحويين
بمدارسهم الخمس
؛ البصرية ، والكوفية ، والبغدادية ، والمصرية ، والأندلسية ،
وإذا كان حرف واحد
أعجز فرقة علمية كاملة فكيف لا يعجز القرآن
الكريم الأمم كلها بآية من آياته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق