أأنكر دمع عيني
إن تداعى ؟ *** وأصطنع ابتسامتي اصطناعا
نعم إني حزين يا
حبيبي *** فأيام اللقاء مضت سراعا
لجأت إلى التجلد
غير أني *** وجدت الصبر قد ولى وضاعا
رفعت بيأس مهزوم
ذراعي *** فأثقل حزن أعماقي الذراعا
وتمتمت الشفاه
و لست أدري *** أقلت : إلى اللقاء أم الوداعا
نظرت إليك نظرة
مستجير *** و لم ألق الحماية و الدفاعا
ففي عينيك كان
الحزن سيفا *** يهددني ويملؤني ارتياعا
وكان الدمع يصقله
فألقى *** له في بحر عينيك التماعا
ولم انطق ففوق
فمي جبال *** من الآهات تسكته التياعا
أكل مودع خلا يعاني
*** و يجترع الأسى مثلي اجتراعا
على جسر الفراق
وقفت أرجو *** فؤادي أن يعود فما أطاعا
ولما غبت عني حبيبي
*** و غادرت المنازل والبقاعا
رأيت الليل يملؤني
ظلاما *** فلم يترك لتعزيتي شعاعا
وصبت مقلتاي الدمع
حتى *** غدا كالسيل دفقا و اندفاعا
وقلت بحرقة : لا
جف دمعي *** ولا شهد انحباسا و انقطاعا
إلى أن يجمع الرحمن
شملا *** لنا فنعيد وصلا و اجتماعا
ولست بمنكر يا
خل دمعي *** و فوق الوجه لن أضع القناعا
ولست بأول العشاق
حتى *** أحاول كتم آهاتي خداعا
عرفت الحب دربا
للمعالي *** ولم أقبله ذلا و انخضاعا
وما كنت الذي يخشى
الليالي *** وما قبل الشجاع لها انصياعا
ولي قلب بحتفي
لا يبالي *** وما هزم الردى قلبا شجاعا
ولم أقنع بغير
الحب تاجا *** فلما جاء زدت بك اقتناعا
لأنك يا حبيبي
تاج حبي *** وتاج الحب فرض أن يراعى
وما عرف الهوى
إلا كريم *** فزاد به علوا و ارتفاعا
ولم يك منذ بدء
الخلق إلا *** كزاد من تعالى عنه جاعا
فيا رباه هل ستطيل
عمري *** لألقى الحب بين الناس شاعا
حبيبي ... أمس
كان الوجد سرا *** ويوم فراقنا دمعي أذاعا
رحيلك أشعل النيران
فينا *** وإن أشعلت عود الهند ضاعا
و أرسل طيبه في
كل قلب *** لينتزع الأسى منه انتزاعا
عزائي أن صوتك
سوف يأتي *** فأمنحه من القلب استماعا
و أطرب كل يوم
لاتصال *** إذا لم يك وصلك مستطاعا
د. مانع سعيد العتيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق