من أسهل الطرق
اليوم لنيل الشهرة و إكثار الأتباع و جمع المريدين طريق شذوذ الآراء وعنف النقد وقسوة
اللفظ
هذه النوعية من
الكتابات أو التصريحات و الآراء تلقى رواجا و قبولا كبيرا جدا هذه الأيام و ينال صاحبها
أعدادا غفيرة من الأتباع و المعجبين يتزايدون باطراد و كثافة كلما ازدادت آراؤه شذوذا
و قسوة
لكن هؤلاء المعجبين
بهذه النوعية من الآراء طبيعتهم غيرالموضوعية تجعلهم ينقلبواعلى صاحب هذا الفكر فى
لحظات معدودة و عند أول منعطف
فطبيعة محبى فكرة
"خالف تعرف" هى طبيعة متقلبة حادة المزاج سريعة التغير غير موضوعية و هذه
الطبائع لا تقوم عليها أعمال راسخة أو أفكار ناضجة
و دون أن يشعر
السياسى أو المفكر أو الكاتب أو المنظر أيا كان اختصاصه فسيجد نفسه تدريجيا أسيرا لتلك
النوعية غير الموضوعية من الجمهور البعيد عن التقييم التراكمى المنضبط خاضعا لرغباتها
و ضغطها المطالب بالمزيد و ذلك لأنها الأعلى صوتا و الأكثرحضورا
ويظهر خضوعه لأسر
تلك الطائفة جليا فى خياراته وآرائه التى تلمح فيها نزعة استرضاء لهم بشكل واضح من
خلال السباحة المستمرة ضد التيار حتى لوبغير حاجة أو ضرورة
و تأخذ السباحة
ضد التيار بالتدريج خصائص توافق أهواء طائفة خالف تعرف من عنف لفظى أو سخرية زائدة
و أحيانا سوقية فى الطرح أو إسفاف فى الأسلوب
و الحقيقة أن السباحة
ضد التيار لم تكن يوما مذهبا أو قاعدة و لا منقبة أو فضيلة إلا فى حال فساد التيار
المطلق و سوء اختياره الأبدى و هذا لا يكون أصلا ثابتا مطلقا
الأصوب فى تقديرى
أن يكون خيار السباحة ضد أو مع التيار من خلال التقييم الوقتى لخيار التيار المقصود
لحظة السباحة و هل وافق الحق أم ينبغى أن أسبح ضده و أعارضه لأنه مخالف للحق
بهذا التفصيل يتميز
صاحب الرأى و الفكر بالموضوعية و الحرص على موافقة الحق و الصواب بغض النظر عن مصدره
أو قائله و شعاره و لسان حاله " فليرض عنى الناس أو فليسخطوا أنا لم أعد أسعى
لغير رضاك "
و هذا هو المفكر
المخلص و السياسى الصادق و الكاتب النزيه الذى لا يأبه برضى الناس أو سخطهم و لا يشغله
إلا مرضاة ربه و مولاه
و حينئذ يوافقه
ويعضد سيره الموضوعيون و أصحاب النضج الفكرى و هم وإن قلوا فإنهم من يعول المرء عليهم
و يعتم و على أكتافهم تقوم الدعوات الراسخة و تنمو الأعمال الهادفة و بمثل هؤلاء تنهض
الأمم و ترقى و ليس بمتتبعى الغرائب المهللين للشذوذات و العجائب الباحثين عن البذاءات
و الشتائم أصحاب مبدأ
" خالف تعرف
"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق