الأحد، 17 مارس 2013

خالف تعرف ...... بتصرف



من أسهل الطرق اليوم لنيل الشهرة و إكثار الأتباع و جمع المريدين طريق شذوذ الآراء وعنف النقد وقسوة اللفظ
هذه النوعية من الكتابات أو التصريحات و الآراء تلقى رواجا و قبولا كبيرا جدا هذه الأيام و ينال صاحبها أعدادا غفيرة من الأتباع و المعجبين يتزايدون باطراد و كثافة كلما ازدادت آراؤه شذوذا و قسوة
لكن هؤلاء المعجبين بهذه النوعية من الآراء طبيعتهم غيرالموضوعية تجعلهم ينقلبواعلى صاحب هذا الفكر فى لحظات معدودة و عند أول منعطف
فطبيعة محبى فكرة "خالف تعرف" هى طبيعة متقلبة حادة المزاج سريعة التغير غير موضوعية و هذه الطبائع لا تقوم عليها أعمال راسخة أو أفكار ناضجة
و دون أن يشعر السياسى أو المفكر أو الكاتب أو المنظر أيا كان اختصاصه فسيجد نفسه تدريجيا أسيرا لتلك النوعية غير الموضوعية من الجمهور البعيد عن التقييم التراكمى المنضبط خاضعا لرغباتها و ضغطها المطالب بالمزيد و ذلك لأنها الأعلى صوتا و الأكثرحضورا
ويظهر خضوعه لأسر تلك الطائفة جليا فى خياراته وآرائه التى تلمح فيها نزعة استرضاء لهم بشكل واضح من خلال السباحة المستمرة ضد التيار حتى لوبغير حاجة أو ضرورة
و تأخذ السباحة ضد التيار بالتدريج خصائص توافق أهواء طائفة خالف تعرف من عنف لفظى أو سخرية زائدة و أحيانا سوقية فى الطرح أو إسفاف فى الأسلوب
و الحقيقة أن السباحة ضد التيار لم تكن يوما مذهبا أو قاعدة و لا منقبة أو فضيلة إلا فى حال فساد التيار المطلق و سوء اختياره الأبدى و هذا لا يكون أصلا ثابتا مطلقا
الأصوب فى تقديرى أن يكون خيار السباحة ضد أو مع التيار من خلال التقييم الوقتى لخيار التيار المقصود لحظة السباحة و هل وافق الحق أم ينبغى أن أسبح ضده و أعارضه لأنه مخالف للحق
بهذا التفصيل يتميز صاحب الرأى و الفكر بالموضوعية و الحرص على موافقة الحق و الصواب بغض النظر عن مصدره أو قائله و شعاره و لسان حاله " فليرض عنى الناس أو فليسخطوا أنا لم أعد أسعى لغير رضاك "
و هذا هو المفكر المخلص و السياسى الصادق و الكاتب النزيه الذى لا يأبه برضى الناس أو سخطهم و لا يشغله إلا مرضاة ربه و مولاه
و حينئذ يوافقه ويعضد سيره الموضوعيون و أصحاب النضج الفكرى و هم وإن قلوا فإنهم من يعول المرء عليهم و يعتم و على أكتافهم تقوم الدعوات الراسخة و تنمو الأعمال الهادفة و بمثل هؤلاء تنهض الأمم و ترقى و ليس بمتتبعى الغرائب المهللين للشذوذات و العجائب الباحثين عن البذاءات و الشتائم أصحاب مبدأ
" خالف تعرف "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق