الكلام المنزوع الصدق سواء كان مكتوبا أو منطوقا هو السبب وراء وصول الأوضاع السيئة إلي ما هي عليه الآن ..
ففصائل المصريين كلها ( كلها ) تكره بعضها كراهية التحريم رسميا وشعبيا ..
ومع ذلك مازلنا مصممين علي كذبة المواطنة والأخوة والوطن الواحد ..
المصريين الآن يكرهون بعضهم أضعاف ما يكرهون إسرائيل..
ومع ذلك فإننا نكذب بأننا إخوة ... ونكذب أيضاً بأننا نكره إسرائيل
والموافق والمؤيد للسلطة ليس وحده المنافق..
لأن المعارض والصارخ ضد الحكومة منافق أيضا وكاذب..
لكن أحدهما ينافق الحكومة والسلطة ...
والآخر ينافق الشعب أو القطيع..
والنتيجة أن الموافق والمعارض معا منافقان وكاذبان..
وكل منهما يسعي إلي مجد شخصي وموقع ومنصب من نجومية وشهرة وبطولة لدي الشعب..
فالذات هي الدافع دوما وراء التأييد أو المعارضة..
لكن الموافق ليس صادقا والرافض ليس صادقا..
الموافق ليس مهموما بقضية والرافض ليس معنيا بمبدأ أو قيمة..
لذلك لا شيء يتغير ولا تتزحزح جبال السوء وتلال التردي عن مكانها...
فالناس في مصر لا يقودهم فكر ولا منهج ...
ولكن تقودهم الذات والشخصنة.. .
واجميع الأطراف في مصر يحركهم الهوي والانطباع والنرجسية والمزاج ...
ولا تحركهم قضايا أو قيم أو قواعد عامة تسري علي الجميع..
لذلك احتار دليل العالم معنا نحن المصريين ..
فلا أحد يدري إن كنا ديمقراطيين أم ديكتاتوريين..
لا أحد يعرف إن كنا محتلين أم مستقلين..
إن كنا أحرارا أم عبيدا..
ولذلك أيضا لا ينتظر الناس جديدا ولا يتوقعون تغييرا..
وأقصي تغيير ينتظره الناس هو تغيير الأشخاص..
وهو تغيير لا قيمة له لكننا بثقافتنا الملعوب في أساسها لا ننتظر غيره..
وليس هناك أمل في تغيير الأدمغة وتغيير الأفكار أو حتي تغيير الخطاب الذي صار مملا وببغاويا وشعاريا في كل مجال.
فلا معني للحفر بإبرة تحت برج الغباء لإسقاطه..
لذلك ستبقي الأوضاع السيئة كما هي تتحدي المحاولات الخجولة للإصلاح..
ولا حول ولا قوة الا بالله ..... حسبي الله ونعم الوكيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق