لو أردت أن تخاطب المصريين علي قدر عقولهم فلا تخاطب أحداً ...
لأنك ستبحث كثيراً ولكن بلا جدوي عن العقول المصرية ..
ولكن خاطب الناس في مصر وأبلغهم وخلص نفسك من سؤال ربنا ليك عنهم يوم القيامة ...
ولكن بعد ابلاغهم لا تنتظر منهم جدوي..
وقل وأنت تخاطبهم : لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا علي الله..
فأخطر ما أصاب المصريين هو ضمور العقل الجمعي أو الجماعي ...
الذي يري في هم الأمة هما ذاتيا خاصا ووجع شديد في حنايا وحشايا القلب..
فالمصري لم يعد يعنيه إلا حاجات بطنه وشهواته وتطلعاته الشخصية لذلك غاب عقله..
والله سبحانه وتعالي قسم العقول كما قسم الأرزاق فلا اعتراض وهو أعلم وهو فعال لما يريد..
فيبدو ان أمتنا سميت أمة الضاد.. من الضد وليس من حرف الهجاء..
لأن النقيض في أمتنا يسير مع النقيض..
والضد ييمشي موازياً للضد..
وأهل الضاد دائماً ضد لضد !!
وهناك تحالف مخيف بين الأضداد..
فالحق تحالف مع الباطل..
والشر لبس ثياب الخير والأدب تزوج قلة الأدب..
و لدينا وزارة لقلة التربية وقلة التعليم..
والحرية هي حرية الخطأ والرذيلة..
هي حرية الكلاب في عرض الطريق..
والله العظيم.. العيب عيب شعب..
والله العظيم.. كيفما تكونوا يول عليكم..
لا تلوموا أحداً يا مصريين ولوموا أنفسكم..
دينكم وتقواكم كذب.. توجهاتكم كلها كذب
((( انتوا مع الرايجة.. مع الهايجة )))..
مع من غلب.. مع من ركب..
مع من ساق القطيع "قطيعة تقطع القطيع".
كل واحد منا ظالم أو ينتظر..
فاسد ولص وفاسق أو يتحين الفرصة..
جبار وديكتاتور أو يقف في الطابور ينتظر دوره..
وليس الغني وحده هو الذي يذل الفقير ويمسح بكرامته البلاط..
الفقير أيضاً يذل الأفقر والصغير يستعبد الأصغر..
والضعيف يأكل الأضعف..
والسافل يخنق الأسفل..
والدنيا لم تعد فيها أسرار لكن صار فيها كذب "بالكوم"..
والكلام كثير جداً لكن الحقائق غائبة ونادرة..
لذلك كثيراً ما يستقر عندي شعور بأن المصريين يستحقون ما هم فيه من هوان وذلة ومسكنة..
لأنهم صار بأسهم بينهم شديداً..
أصبحوا أعزة علي بعضهم أذلة علي من يريد بهم الشر ..
قلوبهم شتي..
يتلذذون بإذلال بعضهم..
يستعذبون إهانة بعضهم..
لذلك يسلط الله عليهم مجانينهم من المتكبرين والمعجبين بذاتهم المهترئة ليسوموهم سوء العذاب..
ونحن المصريين نعاني من كثرة النخب المملة والمقرفة والمهترئة والذين امتلأوا يقيناً بأنهم علي صواب..
وبأنهم لا يأتيهم الباطل أو الخطأ من بين أيديهم ولا من خلفهم..
وهؤلاء تكاثروا وتناسلوا في مناخ ملوث بالنفاق والمداهنة ..
فكثرة المنافقين والمداهنين وماسحي الجوخ هي المسئولة عن كثرة الممتلئين من النخب والمسئولين بالعزة وبالإثم..
والمنافقون من النخب وغيرهم يحتلون الدرك الأسفل من النار ...
لأنهم ينفخون في بشر قيمته أقل من الرماد فيجعلونهم من كثرة النفخ ناراً..
والعُجب أصبح آفة نخب المصريين ..وكبرائهم والعجب أول الجنون..
إعجاب المرء بنفسه يجعله لو أخطأ لا يعترف بأي خطأ ..
ولو أذنب لم يتب ولم يرجع..
ولو ارتكب إثماً لم يستغفر..
والإصرار والعناد علي الصغائر.. يجعلها كبائر..
والإصرار والعناد هما اعتقاد المرء الجازم واليقيني بأنه لا يخطئ وبأنه علي صواب..
وتلك هي العزة بالإثم التي تأخذ المرء إذا قلت له: اتق الله..
وذلك دائماً يذكرني بأحد الولاة حين مر بامرأة لا تعرفه فسألته:
أين الطريق إلي البصرة يا عبد الله؟
فقال لها: ويلك يا امرأة ألمثلي أنا يقال يا عبد الله؟
هذا الوالي الآن ( هو كل المصريين من النخب العفنة )
اللهم سلم سلم
اللهم اني أِشكو إليك منهم جميعاً
حسبي الله ونعم الوكيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق